رافق ظهور الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) منذ نشأتها البدائية في عام 1969 العديد من التطورات المختلفة التي تم استخدامها وتوظيفها لخدمة البشرية أجمع، فقد قامت العديد من التطورات التكنولوجية بالإعتماد عليها وبدرجات متفاوتة، لكن ما يزال الإنترنت الثورة التكنولوجية الأقوى تأثيراً في عالمنا اليوم.
ولأهمية شبكة الإنترنت تم الإستعانة بها لتقديم مجموعة من الخدمات والأدوات لمستخدميها، فقد قام المطورون باستخدام الإنترنت كأساس يتم البناء عليه، ولم يكتفو بالكم الهائل من الخدمات المدمجة به، بل قامو بتطويرها وتحسينها أيضاً، ولم يمنعهم ذلك من القيام باختراع تكنولوجيات جديدة تخدم بها البشرية أجمع، وأحد هذه التكنولوجيات والتي ظهرت مؤخراً هي الحوسبة السحابية.
ظهر مفهوم الحوسبة السحابية عام 1997 من قبل العالم رامنيث شيلابا، وفي عام 2006 قام الموقع الشهير امازون باطلاق أول خدمة تطبق مبدأ الحوسبة السحابية، وكان لمطويريه دوراً هاماً جداً في عملية تطوير مفهوم الحوسبة السحابية، وفي عام 2007 بدأت شركة جوجل الأمريكية بالتعاون مع شركة اي بي ام بالعمل على منظومة الحوسبة السحابية، وفي عام 2008 كانت الإنطلاقة الأكبر لهذا المفهوم حيث قامت العديد من الجهات من تبني هذه الفكرة والعمل على تطويرها بما يخدمها.
لفهم ابسط صور خدمات الحوسبة السحابية لنتخيل معاً التالي، تخيل أن كافة تطبيقاتك وملفاتك التي تستخدمها بعملك وبريد الإلكتروني والأجهزة الإلكترونية مثل الطابعة والمساحة الضوئية المربوطة بجهازك في حوزتك أينما ذهبت، وليس هذا فقط بل وباستطعاتك التعديل عليها واستخدامها من أي مكان في العالم كما لو أنك تستخدم جهازك، وهذا ليس كل شيء بل إن تطبيقاتك الشخصية والتي قد تعمل بكفائة جيدة على جهازك تستطيع أن تستخدمها بكفائة عالية وبصورة أفضل بكثير من جهازك، وبعد ذكر كل ما سبق أصبح لديك صورة عن الحوسبة السحابية بأحد أشكالها.
نلاحظ من ما سبق بأن هذه الخدمة لا تقتصر على توفير خدمات معينة عن بعد، بل وتقوم بتوفير خدمات حسب الرغبة وبكفائة عالية، وهذا ما لفت انتباه الشركات الكبيرة إلى ضرورة توفير منتجاتها وخدمتها ضمن هذا المفهوم، وبسبب الإنتشار الهائل من تبنيهم هذه الفكرة، أدى ذلك بدوره إلى لفت انتباه الشركات المتلقية لمثل هذه الخدمات لما فيها إيجابيات وفوائد لها من الممكن استخدامها، فهي ذات تكلفة منخفضة بالنسبة إلى شراء أجهزة جديدة، ذات سهولة في الوصول إليها، وتعد مركزية كذلك.
بالرغم من كافة الإيجابيات التي وفرتها الحوسبة السحابية إلا أن هنالك سلبيات معينة تعيقها، الأولى في حال الإنقطاع عن شبكة الإنترنت ليس باستطاعتك فعل شيء فالإنترنت هو عصب هذه التكنولوجيا، والثانية هي الخصوصية، فقد أثارت هذه النقطة حفيظة العديد من الشركات بأن البيانات الخاصة بها وأعمالها عرضة لعمليات القرصنة وإشهارها، مما دفع العديد من الشركات لاستخدام أجزاء معينة من الحوسبة السحابية وليس بالكامل.
المقالات المتعلقة بما هي الحوسبة السحابية